كيف نعالج انفسنا من الشهوات؟!
الشهوة لا حل لها إلا بالصبر أو إشباعها بالحلال:
لكن ما الحل في حالة عدم توفر الحلال؟!
إذا استسلم العبد لإشباعها في الحرام لن يكتفي أبدا، وسيشعر دوماً بالقلق وتأنيب الضمير والشعور بالذنب، مما يجعله كئيباً حزيناً..
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:
" وليعلم اللّبيب أن مدمني الشّهوات يصيرون إلى حالة لا يلتذّون بها وهم مع ذلك لا يستطيعون تركها".
روضة المحبين ونزهة المشتاقين | 1 - 470 |
هذا شعور نفسي يمر به مثلاً كل من مارس العادة السيئة ولو كان من غير المسلمين..
ما العمل إذن؟!
الحل في قول الله تعالى:
( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) الإسراء 32
لم يقل: لا تزنوا.. بل لا تقربوه..
وهذا إعجاز..
لا تقربوا كل ما يؤدي إلى الزنا ..
الفيديوهات .. القنوات .. الصور .. الأماكن ..
ونحن نعيش اليوم في عالم يموج بالإباحية، وتجارة الإباحية تتجاوز عشرات المليارات من الدولارات، وتغزو بيوتنا، وأجهزتنا، وهواتفنا الذكية والغبية!
حتى أفسدت على المؤمنين صلاتهم، وحوَّلت كثير من الناس إلى حيوانات تركض خلف شهواتها.
وانكسرت روح المؤمن وانجرحت الفطرة السوية.
وهذا داء تساوى فيه النساء والرجال..
إنها حرب من أخطر الحروب؛ لأنها تتسلل إلى مخادعنا وأطفالنا دون أن نشعر، وتحطِّم نفوسنا إن لم ننتبه لها.
ولا نستطيع الهرب؛ لأنها صارت في كل مكان
هل الحل في الزواج؟!
للأسف ... لا ليس كليا
هناك من المتزوجين من يعانون نفس المشكلة! وكم من الزيجات دُمِّرت بسبب هذا الداء!
لا مهرب منها إلا بالتحصن بحصن التقوى والخوف من الله، ولابد من قرار حازم بالإقلاع.
خذ وخذي قرارا حاسما بالتوقف.
قرِّر أنك لن تفتح جهازك إلا بين أهلك وفي صالة البيت لا في غرفتك الخالية..
(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)
لا تعني هذه الآية مجرد عدم الوقوع في الزنا، بل وكل ما يؤدي إلى الزنا.
إنها حرب لا استسلام فيها، حتى لو انهزمت في جولة أو جولات.
لا تختلِ بنفسك، لأن الشيطان يلازمك في خلوتك..
ويبتعد عنك فقط حين تكون وسط الجماعة.
لا (إباحية) ولا (عادة سريّة) ولا (علاقات غير شرعية) خارج الإطار الذي شرعه الله تعالى ، تستطيع أن تُلَبّي تلك الحاجات الفطرية الموجودة فيك.
وإن أغلى ما يملك الإنسان قلبه، وهذه المشاهد تدمِّر القلب.
تعليقات
إرسال تعليق