الثمن الذى بيع به سيدنا يوسف فى مصر فقال الشيخ رضى الله عنه انه مايوازى من ستة إلى عشرة قروش مصرية وهذا هو الثمن البخس
ثم أن سيدنا يوسف عليه السلام أوحى له وهو فى البئر فهو نبى بن انبياء ودليل ذلك قوله تعالى (وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون) ولم يكن حكام مصر فى ذاك الوقت أهل توحيد فلم يكن التوحيد إلا عند ذرية سيدنا إبراهيم الخليل جد سيدنا يوسف وأن إمرأة العزيز السيدة زليخة رضى الله عنها كانت أبهى نساء زمنها لكن العزيز زوجها لم يكن ليقربها لإنصراف همته عن ذلك ثم أن سيدنا يوسف أنقذ مصر والعالم من مجاعة ضربت الأرض قاطبةً فلم يكن لهم من يطعمهم إلا مصر فما فعله سيدنا يوسف رضى الله عنه أن زرع مصر كلها سبع سنوات وجعل الغلال فى سنابلها وإذا كانت الغلال فى سنابلها لا تتلف أبداً وعلى هذا قام سيدنا يوسف بتخزينها فى سنابلها ولكن سيدنا يوسف فى هذا الوقت إشترى مصر كلها بأهلها وفق نظام البيع والشراء المتبع أنذاك فكان من يأتى ليطلب طعاماً كان سيدنا يوسف يشتريه وأهله وداره ومايملك ويوقع أهل مصر على ذلك فغدت مصر كلها ملكاً لسيدنا يوسف عليه السلام وسيدنا يوسف هو أول من عمل نظام التموين المتبع فى مصر من الحكومات إلى وقتنا هذا
وكان سيدنا يوسف قد بنى مدينة الفيوم فى الفى يوم لذلك سميت الفيوم وحفر بحر يوسف المشهوروإبتنى محافظة بنى سويف التى فى الأصل إسمها بنى يوسف أى ذريته فيها وهناك فى بنى سويف قرية تسمى بنى يوسف هى التى دفن فيها فى بادئ الأمر سيدنا يوسف قبل ان يحمله سيدنا موسى على كتفه بتابوته الذى هو من المرمر ليدفنه تحت معبد فيلة الذى كان يسمى بقصر أنس الوجود وهو باقٍ تحت هذا المعبد إلى يوم القيامة وهذا سبب جريان النيل فى مصر بلا إنقطاع أى جسد سيدنا يوسف عليه السلام
وأصبحت مدينة بنى سويف فى مصر هى المدينة التى يولد فيها رؤساء وأحبار الدين الإسرائيلى إلى زمن سيدنا زكريا الذى قد ولد فيها هو ايضاً ثم يتم إرسالهم من بنى سويف إلى القدس
ثم أن السيدة زليخة قد نالت مرتبة الصديقية من شدة حبها لسيدنا يوسف فكان تعلق روحها بسيدنا يوسف سبباً لوصولها لحضرة الله تعالى لأن روح سيدنا يوسف موصولة بالله ولهذا شُغلت عن سيدنا يوسف بالله تعالى بينما كان سيدنا يوسف هو عزيز مصر وكان يعلم أمر صلاحها مع الله تعالى فلما ولى عنها زمانها وتقدم بها العمر من بعد شدة جمالها وثراء عيشها أخذت فى جمع القمامة فقال الناس " إن البدر أصبح شيناً " ولهذا سميت المدينة بإسمها المعروفة فى مصر اليوم بالبدرشين فإلتقاها سيدنا يوسف وطلبها للزواج فقالت له لقد شغلت عنك بالله تعالى فقال لها إن من بطنك أنبياء بنى إسرائيل فقالت له وكيف ذلك وقد بلغت من العمر عتياً فدعى الله لها فعادت فى هيئة عمر السابعة عشر عاماً فهى جدة جميع انبياء بنى إسرائيل وهى جدة سيدنا موسى أيضاً
وجاء سيدنا يوسف بأهله من بادية الشام فكان فى مصر فى ذلك الوقت إثنان من الأنبياء والرسل سيدنا يوسف وأبيه سيدنا يعقوب وليس من أخواته أحداً منهم كان نبياً فجميع إخوته من أم قد ماتت وهو واخيه سيدنا بنيامين من أم اخرى وهى التى رفعها على العرش مع سيدنا يعقوب ثم كانت ذرية الأسباط فى مصر أى الإسرائليين
هذا مما علمه لنا سيدى فخر الدين مولانا الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى رضى الله عنه وارضاه
تعليقات
إرسال تعليق