دفاتر تحضير الدراسات الاجتماعية الترم الثاني 2025

تحليل المخدرات للمعلمين بعينات من حنفية الحمام ؟!!!

تحليل المخدرات للمعلمين الذين اجتازوا اختبار الترقية ، فكرني بأنه بعد تعييني مباشرة بمدرسة قلما الابتدائية بإدارة قليوب التعليمية سنة ١٩٨٧ ، وكنت أُدَرِس للصف الأول الابتدائي ، طلب مني مدير المدرسة الأستاذ محمد موسى - رحمة الله عليه - اصطحاب تلاميذ فصلي للوحدة الصحية في القرية لتحليل بول لهم ، لوجود حملة من وزارة الصحة للتحليل لتلاميذ المدارس ، وبالفعل وصلنا الوحدة الصحية ، وكان فصلي به ٥٧ تلميذ وتلميذة ، ولم يكن موجود بالوحدة غير ٧ كوبيات ألمونيوم صغيرة للتحليل ، ونادوا من كشف الأسماء على أول سبع أسماء وأعطوهم السبع كوبايات وأدخلوهم حمامات الوحدة الصحية وكل تلميذ مطلوب منه يعمل حمام ميه في الكوباية ( تلميذ في الصف الأول الابتدائي يدخل الحمام ولازم يعمل حمام ميه في هذه الكوباية الصغيرة وينشن جوه الكوباية ، مع تهديد بضرورة عمل حمام ) ؟!! ، فكنت أسمع بكاء الأطفال وهم داخل الحمام ، إما لعدم الرغبة في التبول ، أو لعدم القدرة على التنشين في الكوباية ، حتى فوجئت بأنهم خرجوا جميعا من الحمام وكوبياتهم مملوءة على آخرها وهم يضحكون ، فسألت أحدهم وكان يبكي من دقائق لعدم قدرته على التبول ، فسألته : انت عملت حمام في الكوباية دي ؟!!! ، فتلفت يمينا ويسارا حتى لا يسمعه أحد من زملائه ، وأخبرني بالسر ؛ وهو أن زميله ( فلان ) قال لهم : أنا مليت الكوباية من الحنفية ؟!! ، وكلهم فعلوا مثله ، فبهدوء أبلغت القائمين على أخذ العينات بما يفعله التلاميذ ، فغمز لي أحدهم بعينه وهزَّ رأسه بما يعني ( كبَّر دماغك ) ، والأعجب أنهم بعد أخذ جزء من المياه كعينة ، كانوا يعطون الكوبايات لسبع تلاميذ آخرين لتفريغها والتبول فيها ؟!!! ، وانتشرت حيلة ملء الكوبايات من الحنفية بين التلاميذ ، فبعضهم كان عنده ضمير فكان يفضي الكوباية ويشطفها ويملاها تاني من الحنفية علشان ما تتلخبطش مع مية زميله ؟!!! ، أما الآخرين فكانوا يعيدون الكوبايات كما هي ؟!! ، وبعض الماكرين منهم كان يسلم الكوباية ثم يرفع البنطلون أمامنا ، ليدعي أنه تبول في الكوباية !!! ، فكان المطلوب من اللجنة الانتهاء من التحليل لتلاميذ الصفوف الأولى والوقت محدد والامكانيات محدودة ، لذلك تغافلوا عما يفعله التلاميذ ، وأنا بدوري أبلغت مدير المدرسة بما حدث في الوحدة الصحية ، لكن لا أعلم هل اتخذ إجراء أم لا .

فالهدف من تحليل المخدرات للمعلمين المجتازين لاختبارات الترقية ، ليس الهدف منه التأكد من صحة وسلامة المعلمين ، ولكن الهدف منه جمع ملايين الجنيهات من المعلمين ، وارد أن يكون هناك من المعلمين من تأتيه سيجارة في فرح من الأفراح ، لكن أن يتم تحليل مخدرات للمعلمات ؟!! ، مع أننا في تاريخ وزارة التربية والتعليم لم نر معلمة مدخنة ، بل لدينا معلمات تخشى شرب القهوة خوفا من نسبة الكافيين في البن ، بل في ثقافتنا الريفية أن البنت عيب تشرب الشاي ، بل كنت أسمع زمان أن شرب الشاي غلط على البنات ( ولم أعرف حتى الآن ما العيب في شرب البنات الشاي أو ما الغلط عليهن إذا شربنا الشاي ) ؟!!! ، تقوم سيادتك تحلل لهن مخدرات ؟!!! ، طيب ماتجيب من الآخر ما تطلب منهم ٢٥٠ جنيه وخلاص يادار مادخلك شر ، وعايز تعمل إنك حللت ابقى املا أنابيب الاختبار من حنفية مصدية علشان تديك اللون الغامق كما كان يفعل تلاميذي من ٣٧ سنة ؟!! معنى كلامك إنك اشتغلت وانت عندك ٢٠ سنة ؟!! ، هذا صحيح فقد كنا نتخرج من دار المعلمين في سن ٢٠ سنة .

دكتور محمد زهران ... كبير معلمين متقاعد إجباري بديوان إدارة المطرية التعليمية