كتاب الامتحان علوم اولي اعدادي 2025 ترم تاني
قال لي : هل يمكننا التعارف ؟
فقلت له : ثم ماذا ؟
استغرب من ردي فقال لي : ثم لا شيء ، فقط أردت التعارف !
فقلت له : أنا أقول لك ثم ماذا !؟
ستعرف إسمي و عمري و أنا سأعرف إسمك و عمرك ثم نتبادل الحديث عن عائلتي و عائلتك ثم ستحدثني عن حياتك و أحدثك عن حياتي ثم ستسألني ماذا أحب و ماذا أكره ثم بدوري أسألك ماذا تحب و ماذا تكره ثم نعتاد على رسائل الصباح و رسائل المساء ثم ستخبرني أنك تحبني و أنا أيضا سأخبرك أني أحبك ثم ترسل لي رسائل الحب و الغزل و أنا أرسل لك أبيات الشعر و الرومانسية ثم نتشارك سويًا لحظاتنا السعيدة و نعش سويًا لحظاتنا الحزينة ثم أدعوك لزيارتنا لتخطبني و لكنك لن تأتي !!
لأن والدك و والدتك من المستحيل أن يزوجوك فتاة تعرفت عليها عبر وسائل التواصل الإجتماعي ثم تجدني ألح عليك لتزيد الضغط عليهما و يوافقا على خطبتنا و لكنك حينها تكون قد مللت مني و أصبحت بالنسبة لك شيء تملكته فصار شيئًا مقززًا و هكذا أغلب الرجال .
ثم ستقول لي : أننا لن نستطيع الإستمرار في علاقتنا هذه و ستقول لي : جملتكم المعتادة [ أتمنى لكِ السعادة ] ثم سأحزن أنا و تبدأ أنت في البحث عن ضحية أخرى .
قالت لي إحدى الأمهات شاكيةً: إن حُبْ إبني لزوجته أكبر من حُبِّهِ لي
فسألتُها : هل الطماطم أفضل أم البرتقال؟
فنظرت لي نظرة المُتعجب ..
فبادرتها بالرد: هكذا الحب يا عزيزتي له أنواع ولا يصح المفاضلة بين إحدى أنواعه ونوع آخر.
فقالت الأم: اشرح لي ما تقصد
فاسترسلتُ في كلامي قائلً: أنتِ الأم أنتِ جنَّتِه في الأرض وهو الإبن قطعة من قلبكِ وحُبَّهُ لكِ عبادة أما المرأة الأخرى فهي الزوجة خلقها الله له من نفسهِ وحُبَّهُ لها سعادة ..
فأعيني إبْنكِ على العبادة وأحبي له السعادة ولا تقللي من قيمة حُبَّهُ لكِ بمقارنته بحبٍ آخر
وأتركي إبنك حر حتى يُعيدَه إليكِ قلبَه وطلبِهُ للجنةِ وهو بكامل إرادته.
فهزت الأم رأسها موافقة لكلامي وأنار وجهها الرضا وانصرفت وهي تردد: حُبَهُ لي عبادة وحُبَّهُ لها سعادة فسأكون عوناً له ليتقرب إلى ربه ويُتم عبادته وسأتركه يسعد بزوجته وحياته...
عزيزتي الأم ..
اجعلي هذا الحوار في ذاكرتكِ حتى إذا أصبح إبنكِ زوجاً تذكريه لتتركي إبنكِ يعيش حياته مع زوجته بخصوصيةٍ كاملةٍ كما كانت حياتكِ أو كما تمنيتِ أن تكن حياتكِ، وكوني عوناً لإبنكِ ليُتم عبادته بحبِّه لكِ وطاعتِه لكِ ولا تنسي هذه المقولة "إذا أردتَ أن تُطاع فأمر بما يُستطاع"
راقت لي
حُب الأم عبادة
وحُب الزوجة سعادة
حبٌ من القلب ذاته ولكن من نوع مختلف وغير قابل للمقارنة
ف أحسن عبادتك.
تعليقات
إرسال تعليق